الديمقراطية التشاركية في موريتانيا: مقابلة مع الناشط الشيخ أحمدو بامبا فال

نتحدث هذا الأسبوع عبر منصتكم سيتزن لاب موريتانيا، عن الديمقراطية التشاركية. وفي هذا السياق قمنا باستضافة الناشط الشيخ أحمدو بامبا فال، والمرشح السابق لمنصب عمدة بلدية السبخة. وهو مدافع عن حقوق الإنسان، مدرب، ومكون يعيش في السبخة، وقبل كل شيء مؤسس الجمعية الموريتانية لحماية الأمهات والأطفال. جمعية تم تأسيسها في سبيل الاستجابة للاحتياجات الصحية للسكان وفقًا لتعبير ضيفنا اليوم.

سيتزن لاب موريتانيا: كيف ترى أداء بلدية السبخة حاليا؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: شكرًا لك أيضًا، وباعتباري مرشحًا سابقًا لمنصب عمدة السبخة، يمكنني أن أقدم لك لمحة عامة عن الوضع الحالي. انطلاقا من معرفتي بالوضع، أستطيع القول إن بلدية السبخة لطالما واجهت العديد من التحديات، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وفرص العمل وتسيير النفايات والأمن والصرف الصحي. وقد بُذلت جهود لتحسين هذه الجوانب، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. فعلى صعيد البنية التحتية، عملت الدولة على تأهيل الطرق الرئيسية وشبكات المياه والكهرباء، لكن لا تزال هناك أحياء بحاجة لهذه الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال بعض المناطق تعاني من مشاكل الإسكان والتخطيط الحضري. وفيما يتعلق بالتشغيل، لا يزال خلق الفرص الاقتصادية وتنويع القطاعات الاقتصادية يشكلان تحديين رئيسيين. إن زيادة عدد الشركات المحلية وجذب الاستثمار هي جوانب تتطلب اهتماما خاصا. تعد إدارة النفايات أيضًا مشكلة مزمنة في العديد من الأحياء، حيث يكون جمع القمامة غير منتظم، مما يؤدي إلى مشاكل بيئية وصحية عامة. وعلى الصعيد الأمني، بُذلت جهود لتعزيز قدرات الشرطة، لكن بعض الأحياء ما زالت تواجه مشاكل الجريمة. وأخيرا، يشكل الصرف الصحي تحديا آخر لبلدية السبخة. باختصار، فإن بلدية السبخة تواجه العديد من التحديات في مختلف المجالات، لكن جهود تبذل لتحسين الوضع. ومن المهم مواصلة العمل بالتنسيق مع المواطنين والجهات الفاعلة لإيجاد حلول دائمة للمشاكل المحلية وتحقيق تحسينات مهمة للمجتمع.

سيتزن لاب موريتانيا: تحدث لنا قليلاً عن الجمعية التي تترأسها؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: تأسست الجمعية الموريتانية لحماية الأم والطفل بهدف تعزيز وحماية صحة الأم والطفل في موريتانيا. هدفنا الرئيسي هو تحسين الولوج إلى الرعاية الصحية الجيدة للأمهات والأطفال، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى المجتمعات الأكثر هشاشة وتهميشا. وفي هذا الإطار نعمل بالتعاون مع السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الدوليين لتنفيذ برامج ومبادرات لتعزيز خدمات صحة الأم والطفل. ونحن نركز على الوعي والتعليم والمناصرة لضمان توافر خدمات عالية الجودة، والاستخدام المعقلن للموارد وتعزيز حقوق الأم والطفل.

سيتزن لاب موريتانيا : ما هي الأنشطة الملموسة في مجال المواطنة التي تقومون بها كمساهمة في التنمية المحلية؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: تشمل أعمالنا التكوين والندوات لمهني الصحة والقابلات ووكلاء الصحة المجتمعية لتحسين معارفهم ومهاراتهم في مجال رعاية الأم والطفل. كما نقوم بتنظيم جلسات توعية حول مكافحة (مرض السكري، سرطان الثدي وعنق الرحم، فيروس نقص المناعة البشرية، وغيرها) في المجتمعات للتحسيس ورفع مستوى الوعي بين السكان. وباعتبارنا منظمة تركز على حقوق الإنسان، فإننا ندعو أيضًا إلى القضاء على التمييز والممارسات الضارة ضد النساء والأطفال، مثل الزواج المبكر، وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والعنف المبني على النوع. نحن نؤمن بأن لكل امرأة وطفل الحق في التمتع بصحة جيدة وحياة مرضية. ولهذا السبب فإننا ملتزمون بمكافحة عدم المساواة في مجال صحة الأم والطفل والعمل من أجل مستقبل أكثر إنصافًا للنساء والأطفال في موريتانيا.

سيتزن لاب موريتانيا : باسم الديمقراطية التشاركية، ماهي طبيعة عملكم مع بلدية السبخة؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: كمدافع عن الديمقراطية التشاركية، أعمل بالتعاون مع المجلس البلدي للسبخة بطرق مختلفة. أولا، ألتزم بالمشاركة الفعالة في الاجتماعات العامة التي تنظمها البلدية من أجل الاطلاع الدائم بالمشاريع والقرارات التي تتعلق بالبلدية. كما أحضر أو أحيانًا أفوض زملائي إلى اجتماعات المجلس البلدي لمتابعة المناقشات. ثانيا، أساهم في المشاورات العمومية من خلال مشاركة آرائي وأفكاري واهتماماتي حول القضايا التي تهم البلدية. كما أنني أستخدم قنوات الاتصال لإسماع صوتي وصوت المواطنين الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، أتعاون مع مصالح البلدية من خلال اقتراح أفكار ومبادرات لتحسين الحياة المحلية. قد يُطلب مني مثلا المشاركة في لجان مواضيعية أو مجموعات عمل حول مواضيع محددة. وأخيرا، أحرس على خلق حوار مفتوح وبناء مع المسؤولين و المنتخبين على مستوى البلدية، من خلال تخصيص وقت للمناقشة معهم والاستماع إلى وجهات نظرهم ومشاركة مخاوفي معهم فيما يتعلق بالديمقراطية التشاركية. باختصار، أنا أشارك بشكل فعال في مختلف العمليات الديمقراطية التشاركية، من خلال المشاركة في الاجتماعات العامة، والمساهمة في المشاورات، والتعاون مع مصالح البلدية والابقاء على حوار مفتوح مع المسؤولين و المنتخبين.

سيتزن لاب موريتانيا : عبر ماذا تقومون بتلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: كمنظمة مجتمع مدني، هناك العديد من التدابير التي نتخذها لتلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين: التوعية والتثقيف: نقوم بتنظيم حملات توعية لتعريف المواطنين بالممارسات الصحية الجيدة، مثل غسل اليدين، والتبرع بالدم، والإسعافات الأولية، والفحص الذاتي، وغيرها.

المناصرة: نقوم بإبلاغ السلطات الإدارية عن حالات الطوارئ أو أوجه القصور من أجل السماح للمواطنين بالحصول على رعاية صحية جيدة التطعيمات: نقوم بتنظيم أو نشر المعلومات حول حملات التطعيم لحماية السكان من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مما يضمن إتاحة اللقاحات للجميع.

المواكبة: تقوم جمعيتنا بدعم ومساندة النساء والفتيات المرضى أو المغتصبات أو المعتدى عليهن. باختصار، نقوم بإبراز استراتيجياتنا مع ضمان ولوج المواطنين إلى الرعاية الصحية المناسبة والمعلومات الموثوقة حول الممارسات الصحية الجيدة.

سيتزن لاب موريتانيا: ما هي الصعوبات التي تواجهونها؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: كجمعية، نواجه مشاكل مختلفة: مادية، نقص المتطوعين، التسيير الإداري، مشاركة والتزام الأعضاء… ماديا: إيجاد التمويل الكافي لتنفيذ أنشطتنا، قد يشمل ذلك البحث عن المنح، أو العثور على مانحين، أو إعداد حملات لجمع التبرعات. نقص المتطوعين: يمثل العثور على الأشخاص المستعدين لتخصيص وقتهم ومهاراتهم لجمعيتنا تحديًا في بعض الأحيان. وهذا قد يحد من القدرة على تنفيذ إجراءات أو مشاريع معينة. التسيير الإداري: لاشك أن التسيير الإداري الأمثل لأي جمعية يمكن أن يكون معقد ويستغرق وقتًا، حيث أنه من الضروري التأكد من احترام جميع الإجراءات القانونية، وإعداد التقارير المالية، وإدارة الأعضاء بشكل جيد، وما إلى ذلك. التزام الأعضاء: يمكن أن يمثل الحفاظ على مشاركة أعضاء جمعيتنا تحديًا. ومن المهم إبقائهم على علم بأنشطة الجمعية، وإشراكهم في صنع القرار وتحفيزهم على المساهمة الفعالة. ومن المهم الإشارة إلى أن كل هذه المشاكل يمكن أن تختلف حسب مجال نشاط الجمعية وحجمها.

سيتزن لاب موريتانيا: هل لديكم خلايا داخل البلاد لتوسيع نطاق أعمالكم في مجال المواطنة؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: باعتبارنا جمعية موريتانية لحماية الأمهات والأطفال، أنشأنا بشكل فعال وحدة في نواذيبو برئاسة المنسقة تيلو دياو من أجل توسيع نطاق عملنا في إطار المشاركة المواطنية. تتكون هذه الخلية من شباب ومدرسين وبعض المتطوعين الملتزمين بقضيتنا؛ حيث يعملون بالتعاون الوثيق مع مكتبنا الرئيسي ويعملون في الميدان لرفع مستوى الوعي بين السكان، وتوفير الأدوات المدرسية، وفتح فضاءات للحوار لتناول قضايا محددة. بفضل هذه الوحدة وأعضائنا، أصبحنا قادرين على تقريب عملنا من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية أو خارج العاصمة. مما يسمح لنا بإنجاز مهمتنا المتمثلة في حماية الأمهات والأطفال بطريقة أكثر فعالية و تتناسب مع الاحتياجات المحددة لكل منطقة.

سيتزن لاب موريتانيا: ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب بشأن الديمقراطية التشاركية، وإدماج جميع المواطنين في التنمية من خلال الاستجابة النشطة؟

الشيخ أحمدو بامبا فال: فيما يلي 7 نصائح أود أن أقدمها للشباب فيما يتعلق بالديمقراطية التشاركية وإدماج جميع المواطنين في التنمية من خلال المشاركة النشطة: كن مطلعاً ومثقفاً، المشاركة الفعالة في الانتخابات، الانخراط في الحركات والجمعيات المدنية، المشاركة في المشاورات والمناقشات العامة، استخدام الأدوات الرقمية، التنظيم والاتحاد، لا تخف من المطالبة بالمساءلة. باتباع هذه النصائح، سيتمكن الشباب من المساهمة بفعالية في الديمقراطية التشاركية وإدماج جميع المواطنين في تنمية بلدهم.

المقابلة من إعداد جاليكا ساخو

Retour a l'actualité