موريتانيا: الصحة والتغذية: “يجب على الناس أن يتعرفوا على أساسيات التغذية حتى يتسنى لهم اتخاذ قرارات غذائية مستنيرة” عبد الرحمن ديوب، أخصائي تغذية


كيف نتبنى عادات غذائية جيدة؟ ما هي الخطوات الغذائية التي يجب اتباعها كشباب؟ وما هي المكونات الضرورية لنهج تغذوي جيد؟ اسئلة من بين أخرى نوجهها لضيفنا اليوم عبد الرحمن ديوب، أخصائي تغذية.
سيتزن لاب موريتانيا: كيف تنظرون إلى النهج التغذوي للموريتانيين؟
يميل الموريتانيون إلى إعطاء الأولوية للمنتجات المحلية والمنتجات الموسمية، وهذا يختلف من منطقة إلى أخرى. هناك أيضًا تحدي صغير في مجال التغذية وهو سوء التغذية لدى الأطفال، وهناك مشكلة مرتبطة بالتوفر المحدود لبعض الأطعمة الذي يرجع إلى الأسباب المناخية والجغرافية للبلد، الأمر الذي ترك تأثير على العادات الغذائية.
سيتزن لاب موريتانيا: هل يمكن اعتبار أن النهج المتبع يدعم نظافة جيدة للغذاء وصحة جيدة؟
يتبع الموريتانيون عادة تناول ثلاث وجبات مرات في اليوم، على غرار ما يحدث في المنطقة. حيث أن توزيع وتكوين تلك الوجبات لا يتوافق مع عدد من المعايير. بشكل عام، يجب أن يكون الإفطار غنيًا بالدهون والبروتين حيث يحتاج إليها الجسم في هذا الوقت وله القدرة على معالجة مكوناتها. على النقيض من ذلك، نحب المأكولات السكرية في الصباح على الرغم من أن ذلك ليس ملائما من الناحية الفسيولوجية. علاوة على ذلك، تتكون وجباتنا دائما من نفس المكونات، حيث تعتمد على الأرز. التنويع في مكونات الوجبات يسمح للشخص بالحصول على توازن في كل ما يتناوله.
سيتزن لاب موريتانيا: كيف ترون النهج الغذائي في موريتانيا بشكل عام؟
بشكل عام، يركز الموريتانيون أكثر على تناول الأسماك على حساب الخضروات. المشكلة تكمن في عادات التغذية، وهذا لا يتوافق مع عادات تغذوية صحية. على سبيل المثال، وجبة العشاء لدينا دائما ما تكون دهنية وعسيرة الهضب علاوة على ذلك يتم تناولها في أوقات متأخرة (مما لا يُنصح به). يجب تناول وجبات بسيطة وخفيفة. حيث أن معظم الأشخاص يذهبون إلى الفراش مباشرة بعد تناول وجبة العشاء، مما يزيد من خطر الانتفاخ والعدم راحة المعدة. في الماضي، كنا نمتلك عادات غذائية جميلة تعتمد على الدخن والذرة، ولكنها تختفي الآن. اعتدنا في الماضي، تقديم وجبات ليلية خالية من الزيت. والآن نتجه بالعكس نحو المأكولات السريعة والدهنية والسكرية.
سيتزن لاب موريتانيا: ما هي المكونات بالنسبة لك لنهج تغذوي مثالي؟
يجب أن يكون هناك توازن وتنوع واعتدال، هذه هي الأركان الثلاث بالنسبة لي. من الضروري تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة من مختلف فئات الأطعمة لتحقيق التوازن في العناصر الغذائية (فيتامينات، معادن، دهون، بروتين). يجب الاستفادة من هذه العناصر على نطاق واسع، بما في ذلك الفواكه والخضروات، التي يجب أن تشكل جزءًا مهمًا من غذائنا اليومي. يجب تجنب الدهون المشبعة. من المهم مراقبة الحصص وتناول الطعام بانتظام، ويجب مراقبة الاستهلاك الكلي للسعرات الحرارية والحفاظ على وزن الجسم طبيعيًا. يجب شرب الماء بانتظام في اليوم. يجب أيضًا تقليل الأملاح والسكر. وعندما تقرر إضافة منتجات غذائية، يجب قراءة العلامات لأن هناك سكرًا وملحًا مخفيين عادة في هذه المنتجات تحت أسماء أخرى غير معروفة للشخص العادي. يجب أيضًا التفضيل في أساليب الطهي الصحية مثل الطهي عن طريق الفرن مع تقليل المواد الدهنية. كل هذه هي نصائح باستطاعتنا أن نتبناها. ويجب أن نعلم أن الاحتياجات التغذوية يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر بناءً على العمر والجنس والأنشطة والمشكلات الصحية الخاصة.
سيتزن لاب موريتانيا: كمختص في التغذية، ما هي إرشادات منظمة الصحة العالمية بالنسبة للتغذية الجيدة؟
تبدأ إرشادات منظمة الصحة العالمية منذ الولادة مع تغذية الطفل الجيدة. يتضمن ذلك الرضاعة الطبيعية حصرياً من تاريخ الولادة لمدة ستة أشهر دون مياه أو طعام آخر. بعد ستة أشهر، يجب تنويع الغذاء تدريجيًا للأطفال من خلال إدخال الأطعمة تدريجياً. يجب تضمين أطعمة غذائية مثل الخضروات والحبوب. توصي منظمة الصحة العالمية بتناول 5 وجبات من الفواكه والخضروات يوميًا (حيث أنها غنية بالفيتامينات والألياف والمعادن وغيرها) نظرا لأهميتها في الصحة الجيدة. توصي منظمة الصحة العالمية كذلك بتقليل السكر وتنصح بتقليل استهلاك السكر إلى أقل من 10٪ من الاستهلاك الحراري الكلي. هذا يمكن أن يعادل 25 جرامًا من السكر الأبيض يوميًا وغيرها.
سيتزن لاب موريتانيا: هل التغذية الجيدة تتطلب بالضرورة موارد مالية كما يقال غالبًا؟
صحيح أن الولوج إلى الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية يمكن أن يكون عاملاً هامًا للتغذية الجيدة. العلاقة بين التغذية والإمكانات المالية ليست مطلقة، حيث أن التغذية الجيدة تعتمد على العديد من العوامل. هناك الولوج إلى الغذاء، والمعرفة الغذائية، والعادات الغذائية التي تختلف تماما. الولوج الغذائي محدود في بعض مناطق البلاد. لذلك فالاختيار يعتمد على الفرد. كما أن الولوج إلى الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية محدود للأشخاص ذوي الدخل المنخفض. يجب أن نعلم أن المنتجات الغذائية الأقل صحية عادة ما تكون الأرخص من ناحية التكلفة. وهو أمر قد يكلفك الحياة في المستقبل. هناك أيضًا المعرفة بأساسيات التغذية ومهارات تحضير الوجبات للمساعدة في تحسين التغذية، وهذا لا يتطلب ميزانية. هذه معلومات يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت أو من خلال مختص في التغذية.
سيتزن لاب موريتانيا: ماهي النصيحة التي توجهها إلى المستهلكين بشكل عام في موريتانيا؟
أنصحهم بتنويع تناول الطعام، وتناول الفواكه والخضروات وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، واختيار مصادر جيدة للبروتين مثل الأسماك والدواجن (بدون الجلد) والبقوليات مثل الفاصوليا والعدس والحمص، ومنتجات الألبان ذات الدهون المنخفضة، والمنتجات النباتية. يجب تقليل استهلاك الأطعمة المعالجة بشكل عام لأنها غنية جدًا بالسكر والملح. يجب شرب الماء وتقليل شرب المشروبات الغازية والصناعية. يجب على الناس أن يتعرفوا على أساسيات التغذية لاتخاذ قرارات تغذوية مستنيرة.
هاوى صيدو تراوري