تحديات التغير المناخي في موريتانيا: دور الشباب/مقابلة مع آمنة بلال، رئيسة منظمة “سلفي القمامة

يعد التغير المناخي مسألة ملحة تستدعي العالم بشأن الحفاظ على موارده الطبيعية. حيث تشمل تأثيرات تغير المناخ من بين أمور أخرى زيادة درجات الحرارة وذوبان الجليد القطبي و الفيضانات وتدهور التنوع البيولوجي وهي تحديات تستدعي من الإنسان التفكير في ضرورة التسيير المستدام لموارده. يتبين إذا من هذا المنطلق أن دور الشباب في مكافحة هذه المشكلات يكتسي أهمية بالغة. وللحديث عن ذلك الدور، حاورنا آمنة بلال و هي شابة موريتانية مهتمة كثيرا بالتصدي لهذه التحديات في موريتانيا من خلال منظمتها غير الحكومية “سلفي القمامة” . في هذه المقابلة، تتحدث لنا عن التزامها كشابة والمساهمة المنتظرة من الشباب في مكافحة التغير المناخي

.سيتزن لاب موريتانيا : حبذا لو قدمتم لنا تعريفا لشخصكم..

آمنة بلال: أنا انشط بوصفي محامية من أجل المناخ ومهتمة بشدة بقضايا تمكين الفتيات والنساء. اشغل منصب رئيسة منظمة “سلفي القمامة” غير الحكومية، التي تعمل على تعزيز حماية الوسط البيئي والتنمية البيئية في موريتانيا. أنا أيضًا خريجة من برنامج زمالة مانديلا واشنطن (Mandela Washington Fellowship)

ومن مؤسسة أوباما للقادة الأفارقة وسفيرة في مبادرة الشباب من أجل المناخ.لقد عملت كمستشارة للشباب لدى الاتحاد الإفريقي وكمستشارة فنية مكلفة بالاتصال في ديوان وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة في موريتانيا

.سيتزن لاب موريتانيا : ما هو التغير المناخي بشكل مبسط؟

آمينة بلال: يعني تغير المناخ، ببساطة، التغييرات عل المدى الطويل في ظروف الطقس والمناخ على وجه الأرض. وهذا يشمل ارتفاع درجات حرارة الكوكب المتوسطة وتغييرات في الأمطار وذوبان الجليد وارتفاع مستوى منسوب البحار وظواهر جوية أخرى أكثر تطرفًا. تحدث هذه التغييرات أساسًا كنيجة حتمية لأنشطة الإنسان مثل انبعاثات الغازات الدفيئة من احتراق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، والتي تمتلك تأثيرات كبيرة على بيئتنا ومجتمعنا واقتصادنا. يعد تغير المناخ تحدًيا عالميًا كبيرًا يتطلب العديد من الإجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع التغييرات التي تحدث بالفعل.

شيتزن لاب موريتانيا : هل موريتانيا معرضة للتغيرات المناخية ؟

آمنة بلال: نعم، موريتانيا هي واحدة من أكثر الدول الصحراوية تعرضًا لتأثيرات التصحر وبالتالي لتغير المناخ. إن مساحة موريتانيا بأكملها تقع في منطقة جافة ولكن 75% منها في منطقة صحراوية.تواجه موريتانيا مخاطر مرتبطة بتغير المناخ مثل الجفاف وتقلبات الأمطار وارتفاع مستوى منسوب البحر وتدهور الأراضي والصحة العمومية مع ارتفاع درجات الحرارة كعامل لانتقال الأمراض مثل الملاريا.

سيتزن لاب موريتانيا : ما الذي دفعك كشابة للاهتمام بقضايا المناخ؟

آمنة بلال: في البداية، لطالما كان لدي وعي بقضايا البيئة. بعد استكمال دراستي، اخترت أن أضع معارفي في العمل على مكافحة التغير المناخي من خلال التطوع في جمعية مهتمة بهذا المجال. هذه التجربة سمحت لي برؤية تأثيرات تغير المناخ بشكل ملموس وفهم الحاجة الملحة للتحرك. بوصفي شابة، أجد أنه من الضروري المشاركة في هذه القضية للمساهمة في مستقبل أكثر استدامة وتوازنًا للأجيال القادمة

.سيتزن لاب موريتانيا : ما هي التدابير التي اتخذتها موريتانيا لمواجهة تغير المناخ؟

آمنة بلال: اتخذت موريتانيا العديد من التدابير لمواجهة تغير المناخ وللتخفيف من تأثيراته، مثل وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية للتكيف مع التغيرات المناخية واعتماد المساهمة الوطنية المحددة (2021-2030) في مجال المناخ.تعمل موريتانيا على تطوير مشاريع وبرامج للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك الجفاف المتزايد وارتفاع مستوى منسوب البحر. وتشمل هذه المشاريع الممارسات الزراعية القادرة على الصمود وتسيير موارد المياه وحماية السواحل.تستثمر موريتانيا أيضا في الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح، للحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري وللحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريجياً تضمين العنصر المناخي في السياسات القطاعية خاصة في مايتعلق بالزراعة والصيد والتخطيط الحضري.

سيتزن لاب موريتانيا: كيف يأثر هذا المشكل على الشباب في موريتانيا؟

آمنة بلال: يؤدي تغير المناخ إلى تقلبات غير متوقعة في الأمطار، مما يؤثر بشكل مباشر على الزراعة والولوج إلى المياه. الشباب في الوسط الريفي معرضون بشكل خاص للخطر لأنهم يعتمدون غالبًا على الزراعة في معيشتهم.الشباب أيضًا عرضة لظواهر جوية متطرفة مثل الفيضانات والجفاف، مما يؤثر على تعليمهم وصحتهم ورفاهيتهم.التغيرات في القطاعات الاقتصادية مثل الصيد والزراعة والسياحة بسبب تغير المناخ تؤثر على فرص العمل للشباب.

سيتزن لاب موريتانيا : هل هناك لاجئين مناخ في موريتانيا؟

آمنة بلال: نعم، هناك لاجئين بسبب المناخ في موريتانيا في مخيم امبره بولاية الحوض الشرقي بالقرب من مدينة باسكنو. يرتبط تنقلهم جزئيًا بعوامل بيئية مثل الجفاف والتصحر، والتي ساهمت في التوترات والصراعات في مالي.تسببت هذه العوامل البيئية في تفاقم التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي والولوج إلى المياه في بعض مناطق مالي، مما دفع بمجموعات من السكان إلى التنقل إلى مخيم امبره الذي تتم إدارته من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات إنسانية أخرى لتقديم المساعدة والحماية للاجئين.

سيتزن لاب موريتانيا : كيف يمكن مكافحة آثار تغير المناخ بشكل فعال؟

آمنة بلال: مكافحة آثار التغير المناخي تتضمن سلسلة من الإجراءات على مستوى الفرد والمجتمع والوطن والعالم.من الضروري العمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتنفيذ تدابير للتكيف، وزيادة الوعي والتثقيف لدى المجتمعات، ووضع سياسات وتشريعات فعالة، وتعزيز التعاون الدولي، ودعم الزراعة المستدامة، وإدارة المياه، والمشاركة المدنية.

سيتزن لاب موريتانيا: ما هي طبيعة الدور الذي يمكن يلعبه الشباب في حل تلك المشكلات البيئية؟

آمنة بلال: يمتلك الشباب القدرة على لعب دورًا حاسمًا في حل المشكلات البيئية، خاصة تلك المتعلقة بتغير المناخ. فباستطاعة الشباب مثلا القيام بدور محوري في زيادة الوعي والتثقيف، والمناصرة و النضال، والابتكار التكنولوجي، والمشاركة المجتمعية، والبحث، والريادة، و خلق التأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مايتعلق بمواضيع التغير المناخي.

أجرت المقابلة جيفولبا با.

Retour a l'actualité